ما هي اللقاحات وكيف تم تطويرها؟

ההיסטוריה של החיסונים

الدكتور رونين يوم طوف، خبير طب العائلة في مكابي، يعود بنا إلى الوراء للتطعيم الأول في التاريخ ويشرح لنا كيف تعمل التطعيمات اليوم.

التطعيمات ليست جديدة، استخدام التطعيمات يعود إلى القرن الـ 15 في الصين والشرق الأوسط، حيث استخدموا حينها طريقة التركيب ضد الجدري الأسود، أحد أخطر الأوبئة التي عرفها الإنسان. من أجل الحصول على المناعة، تم استخدام مادة مأخوذة من قشور الجدري الأسود الجاف من جلد المرضى، حيث تم طحنها ومنحها كلقاح عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الجلد. تسبب هذا العلاج في ظهور أعراض مرضية معتدلة، وبعد الشفاء يكون المريض محصناً ضد المرض. أثار هذا اللقاح معارضة رجال الدين والذين اعتقدوا أن الجدري بمثابة عقاب من السماء، ولا يجب التدخل في مشيئة الله.

بعد ذلك، وفي القرن الـ 18، اعتمد العالم الإنجليزي إدوارد جينر، على نفس الطريقة ولكنه طورها قليلاً. أثناء بحثه حول وباء الجدري الأسود الذي كان منتشراً في ذلك الوقت، اكتشف أن مجموعة من عاملات حلب لأبقار كانت مصابة بالجدري لم تصاب العاملات بالجدري الأسود. بعد هذا الاكتشاف، قرر أخذ عينة من جدري الأبقار ونقل العدوى من خلال الجلد للبشر وكان هذا أول لقاح رسمي للجدري. ومن هنا حصل اللقاح اليوم على اسمه في Vaccin لأن البقرة باللاتينية هي  Vaca.

 

ما هو اللقاح؟

التطعيم هو طريقتنا لتعريف الجسم على جزيء بروتيني من فيروس أو بكتيريا للحصول على ردة فعل طبيعية للجهاز المناعي ضده. نتعرض كل يوم لمجموعة متنوعة من الفيروسات ويتعلم جهاز المناعة التعرف عليها بشكل طبيعي، حيث تظهر في بعض الحالات على شكل أعراض المرض. يتكيف الجسم مع المرض وبعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تتطور الأجسام المضادة ضد مسبب المرض، وفي المرة المقبلة التي نتعرض فيها لنفس الفيروس، سيعرف جسمنا كيفية المواجهة بشكل أسرع وأكثر فعالية.

تعطى التطعيمات لنا بشكل غير مباشر، قبل أن نولد، حيث ينصح للنساء في أسابيع الحمل 27-36، ينصح بتلقي لقاح مقتول ضد السعال الديكي وضد الأنفلونزا عندما يتوفر التطعيم، وذلك لتطوير أجسام مضادة تنتقل إلى الجنين لتحميه من الأمراض في الأشهر الأولى من العمر، لأن جهاز المناعة عند الرضع في الأشهر الأولى لا يكون ناضجاً ويعتمد على الأجسام المضادة التي تأتي من الأم.

بالإضافة إلى هذه التطعيمات، يتم إعطاء معظم تطعيمات الأطفال في أول عامين من العمر. في بعض الحالات، تضعف على مر السنين قدرة الجهاز المناعي على خلق استجابة مناسبة لعامل المرض، ويوصى بأخذ لقاح معزز، وهو لقاح آخر يحفز ذاكرة جهاز المناعة ضد العامل المضر.

ما هي أنواع التطعيمات القائمة وما هي ميزات كل نوع؟

يمكن أن تؤدي الأمراض الخطيرة مثل الحصبة، السعال الديكي، الإنفلونزا والكورونا إلى مضاعفات خطيرة قد تسبب الوفاة خاصة بين الفئات المعرضة للخطر. في هذه الحالات يمكننا استخدام اللقاح لتعليم جهاز المناعة كيفية التعامل مع العامل المسبب للمرض قبل مصادفته بالواقع.

تنقسم التطعيمات بشكل أساسي إلى تطعيمات سلبية وفعالة، وتنقسم التطعيمات الفعالة إلى تطعيمات حية موهنة، تطعيمات معطلة وتطعيمات وحيدية.

لقاح (تطعيم) سلبي

تطعيم يتم من خلاله حقن المضادات ضد مسبب المرض (جرثومة، فيروس) ويستخدم بالأساس لعلاج الأمراض في الجسم أو كمانع بعد التعرض المعلوم لمسبب المرض، حيث لا يتم الانتظار حتى يقوم جهاز المناعة بتطوير المضادات.

لقاح نشط

تطعيم بواسطته يدخلون للجسم المسبب للمرض بشكل ضعيف، معطل أو من خلال جزيئات صغيرة تم تحييدها بواسطة الهندسة الوراثية، بهدف تعريض جهاز المناعة لها، ولينتج المضادات وليعرف كيف يساعدنا في المستقبل في مواجهة العامل المضر.

ينقسم اللقاح النشط إلى عدة أنواع: لقاح حيّ مضعف، لقاح مقتول ولقاح خليوي (خلايا مختبرية).

 

 

لقاح حيّ مضعف

فيروس طبيعي ينمو في ظروف مخبرية يفقد القدرة على نقل العدوى للخلايا البشرية، ويتحول إلى فيروس موهن لا يسبب المرض وجهاز المناعة يستطيع التعرف عليه والقضاء عليه ويطور تجاهه مناعة مستقبلية.

الميزات: يعمل جهاز المناعة بشكل قوي وينتج رد فعل مناعي يدمج جميع أقسام جهاز المناعة، والذاكرة المناعية تكون طويلة وفعالة لوقت طويل.

السلبيات: لا يمكن تقديم هذا التطعيم للأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، ومن الممكن ان يمر الفيروس في تحولات في حالات نادرة ليصبح عنيفا مرة أخرى.

لقاح مقتول:

فيروس يتم تطويره في المختبر وتتم إماتته من خلال عملية كيميائية أو أخرى مخبرية، حيث تدمر القدرة على التسبب بالمرض لكن يستطيع الجسم تحديد مركبات فيه، تعمل ضدها المناعة.

السلبيات: الرد المناعي لا يكون دائماً قوياً لذلك يتم إرفاق إضافة، يتم ضمها للفيروس لإيقاظ جهاز المناعة. بسبب هذا النقص، في الكثير من الحالات لا تكفي جرعة واحدة ولذلك يتطلب الأمر عدة جرعات وأحيانا تطعيم معزز مستقبلاً.

الميزات: لا يتم الحديث عن تطعيم مع قدرة على التسبب بالمرض ولذلك بالإمكان منحه للفئات ذات المناعة الضعيفة، للنساء الحوامل والتي يمنع تلقيهم فيروس حي موهن خشية انتقاله للجنين وتطوير مرض لديه.

لقاح خليوي (خلايا مختبرية):

لقاح لا يستخدم كامل العامل الممرض، إنما يستخدم أجزاء منه تم تحييدها عن المسبب الأصلي أو تمت هندستها بشكل اصطناعي.

الميزة: هذه التطعيمات تميل للتسبب بأقل أعراض جانبية.

السلبيات: مطلوب فصل وتحديد للأجزاء التي يعمل جهاز المناعة تجاهها، هذه التطعيمات باهظة الثمن أكثر وتوجد خشية من عدم نجاعتها ان قام المسبب بالمرور بتغيير في الأجزاء التي تم تحييدها في التطعيم.

كيف يعمل لقاح الكورونا؟

لأول مرة في التاريخ، تعمل أكثر من 200 جهة حول العالم على تطوير لقاح في نفس الوقت، منها أكثر من 50 شركة في مرحلة التجارب السريرية.

جميع لقاحات الكورونا تعتمد على نفس المبدأ. جميعها تؤدي إلى قيام الجهاز المناعي بتطوير استجابة مناعية أولية ضد الفيروس وتطوير ذاكرة مناعية للخلايا T و B ضد فيروس الكورونا.

تختلف اللقاحات من حيث آليات لها إيجابيات وسلبيات مختلفة. ساعد تطوير العديد من اللقاحات في نفس الوقت وتطور الوسائل التكنولوجية في السنوات الأخيرة وانتشار المرض بشكل كبير في تطوير اللقاح بسرعة أكبر لمنع استمرار تفشي الفيروس بالعالم.

تتطلب معظم اللقاحات التي تتواجد حالياً في مراحلها النهائية، أخذ اللقاح على مرحلتين.  لقاحان بفارق عدة أسابيع بين الأول والثاني. ينتج اللقاح الأول استجابة مناعية أولية ضد الفيروس وهي بطيئة وضعيفة، ويمنح اللقاح الثاني استجابة مناعية قوية وسريعة، وتزيد من كمية الأجسام المضادة وخلايا الـ T في جهاز المناعة، ولردة فعل ناجعة في القضاء على الفيروس عند تعرض الجسم له.

ما هي الأعراض الجانبية للقاح الكورونا؟

في جميع الدراسات التي أجريت حتى الآن، الحديث عن أعراض جانبية كحمى خفيفة، ضعف، آلام في الرأس والتعب – وهي أعراض تدل على استجابة مناعية ناجعة، وتأثيرات موضعية مثل احمرار، ألم وتورم في منطقة الحقن مثل العديد من اللقاحات الأخرى.

ماذا عن مناعة القطيع؟

بدون أدنى شك، اللقاحات هي من أعظم نجاحات الطب ومن بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في تعزيز الصحة العالمية والوقاية من المضاعفات والوفيات والسيطرة على الأمراض القاتلة في العالم.

كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتمتعون بالحصانة ضد المرض، كلما كان من الصعب على الفيروس إصابة أشخاص جدد. هذه الحالة تسمى "مناعة القطيع". وتشير التقديرات إلى أن حوالي 70% من الجمهور يجب يتحصن ضد المرض كي يتلاشى، واللقاح مخصص لذلك بالضبط.

المعلومات في التقرير من: الدكتور رونين يوم طوف، اختصاصي طب العائلة، مدير طبي في لواء جفعتايم في مكابي، والمستشار الطبي لموقع مكابي.